التوازنِ البيئي

"ستكون لقضية البيئة الأولوية المطلقة في كافة أنحاء العالم".  هذا التوقع يعود إلى سنة 1988. في ذلك الوقت، لم يأَخذ أيٍ من السياسيين "علم" البيئةُ على محمل الجد. أما الآن، فالجميع يشعر بأنه معني  بذلك.

إن هذا الإهتمام المتزايد بالبيئة، قد أتى نتيجةَ الوعي الذاتي المتنامي في العالم. يَقُولُ "مايتريا": "هناك صلةٌ بين وضعنا الدّاخلي (أو الباطني) ومحيطنا الخارجي؛ ففي اللحظة التي تُصبحُ فيها مدركاً لذاتك (أي أنَّك تحقق وعيك الذاتي)، عندها، يخضع فكرك وروحك وجسدك لسيطرتك. فيقودك هذا الإدراك إلى الإهتمام بالبيئةِ الخارجية. على أيةِ حال، هناك أيضا علاقة مباشرة بين القوى السّلبية، التي تنتجها الإنسانية، وما يَحْدثُ في الطبيعة. لا يعي الناس في الوقت الحاضر مدى هذه العلاقة، لكنهم سيكتشفونها تدريجياً ويعترفون بوجودها. العديد من الكوارث الطبيعية، كالفيضاناتِ والهزات الأرضية والجفاف، هي ردّات فعلٍ على أعمال البشرية. وسينجم عن استخدام الطاقة النوويةِ مضاعفات، تخضع لقانونِ السَبّب والنتيجة. هناك فرقٌ كبيرٌ بين استعمال الطاقة ضمن إطار تطوّرها الطبيعي، وبين التلاعب بها. فذاك يؤدي حتماً إلى مشاكل، بفعل الإخلال بتوازن الطبيعة. فالطاحونة الهوائية، مثلاً، تستخدم قوة الرّيحِ لتوليدِ الطاقة، غير أن إنفجاراً نووياً في باطن الأرض، وبالرغم من خضوعه "لسيطرة" العلماء، هو في النهاية تلاعبٌ بالطاقة، يُخِلّ بتوازن الأرض ويؤدي بالتالي إلى وقوع الزلازل. وكما أن الناس ترتبطُ بعضها ببعض، إذ من حيث المبدأ، يُمكنُ لأيِ شخصٍ إلتقاطَ فكرة أي شخصٍ آخرَ بلحظة، بغض النظر عن مكان تواجده، هكذا أيضاً بالنسبة للأسلحة النووية إذ  ترتبط فيما بينها عن طريق الطاقةِ، وعن طريق أشكال فكرية ((Thought-forms. فالطّاقةُ الكامنةُ وراء كل أَفْعال الطبيعةِ وكل أَفْعالِ الفكر هي الطاقة نفسها.

 يعم الكوكب الآن طاقةً جديدة، ستؤدي إلى توازنٍ جديد في العالم؛ وسيتجاوب معها كلٌ من الناس والطبيعة.

 إحدى نتائجِ طاقة التوازنِ هذه، هي أن الناس سيمكنهم العيش بترابط وثيق مع الطبيعة، وسَيَكُونُ هناك إنسجامٌ كبير بين عوالم النبات والحيوان والإنسان. ولن يكون هناك حاجة بعد الآن، للطاقةِ النووية.

سوف تستعمل الطاقة الشمسِية للتدفئةِ والنقل والصناعة. وستنعكس القوى الهدّامة، الناتجة عن السلوكِ الإنساني، بشكل تصبح فيه بنّاءة. وبسبب عظَمَة هذا الإنسجام بين الطبيعة والإنسان، سَيَكُون الناس أكثر سعادة، لإِن الإخلال بالبيئة يعني الإخلال بطبيعتنا الخاصة.

 أعلى