تعاليم الحِكمة الأبديَّة

إعادة ترتيب الأولويات

 

ل " المعلِّم -- " من خلال "بنجامين كْريم"

تعيش البشريّة اليوم تحت ضغطٍ كبير ممّا يجعل نسبة قليلة فقط  من الناس ، تعي التغيرات التي تطرأ يوميّاً على المستوى العالمي. لقد انطلقت قوّة التغيير ولا يمكن لأيّ شيءٍ إيقافها أو تحريف مسارها. فالعالم يمرّ بمرحلة من التجديد والتطهير، والألم، تمهيداً لِخَلق حضارة جديدة.

هذه الحضارة الجديدة سوف تُبنَى على أسُس الماضي، ولكن يجب بالطبع، أن يتمّ الإستغناء عن الكثير ممّا هو قديم، خاصّةً ما هو فاسد وغير نافع. إن إشارات التغيير باتت واضحة للعيان، فحيثما حوّل الناس أنظارهم اليوم، يرون معالِماً جديدةً وأفكاراً حديثةً تجول الفكر، وتركيبات جديدة تأخذ أشكالاً تجريبية. العالم يتغيّر بسرعة والجميع يشعرون بآلام التغيير المتنامية.

في هذه الظروف ظهر المسيح، متلهّفاً لمساعدة الناس في وقت الحاجة، وهو دون أدنى شك، بإمكانه مساعدتهم , غير أنه على الناس تَقَبُّل التغيير الذي سيأتي به، وتطبيقه بإرادة حرَّة. إن شيئاً لن يُفرَضَ بالقوة، وأحداً لن يُرغَم على شيئٍ، إذ يشَكِّل ذلك خَرقاً للقانون. إنَّ سرعة التغيير سوف تُحَدَّد وِفقاً لمقدرة البشر على استيعاب التدابير التي ينشدها عالمنا الأليم: المشاركة، والعدل، والتعاون، وتَقَبُّل أحكام القانون. عندها فقط يستطيع البشر تحقيق السلام الذي تتوق إليه الشعوب. ولمساعدة الناس في مهامهم، وضع المسيح بِضع أولوياتٍ ستحقّق التوازن والنظام في حال تطبيقها، فتخلق بالتالي حالة الإنسجام التي هي أساس راحة العيش والسلام. هذه الأولويات هي بسيطة وواضحة، لكنَّ لا أحد يطبَّقها  كما يجب، بالرغم من إنّها تلبي الحاجات الأساسية لكلّ رجل وامرأة وطفل. فالأولوية الأولى هي توفير مؤونة كافية من الطعام الصحيح، والأولوية الثانية هي تأمين المسكن والمأوى الملائم من أجل الجميع، والثالثة هي توفير العناية الصحية والتعليم، كحقٍّ عالمي.

هذا هو الحد الأدنى من أجل قيام عالمٍ مستقر. سوف تصبح هذه الأولويَّات المسؤوليات الأساسيَّة التي على الحكومات تأمينها في كافة أنحاء العالم. إن إنتاج أسلحة الحرب يأخذ اليوم حيّزاً كبيراً من أولويّات العديد من الدّول. من الآن فصاعداً، يجب إعطاء الأفضلية لتلك الأولويات الجديدة، فتُحوَّل إليها الثروات التي تُنفق الآن على التسلّح.

حين يتمّ ذلك، سوف تعمّ أرجاء الكوكب، موجة خلاّقة من الفرح، يستجيب لها الناس أينما وجِدوا. وسيصبح التعاون والمشاركة،  موضع إهتمام الجميع، وستجد الشعوب كلّها هدفاً ومعنى جديداً لحياتها. سيكون "مايتريا" موجوداً بيننا لينصحنا ويرشدنا، وبذلك سوف يتجدَّد العالم في ظلِّ إدارته الحكيمة.

وهذا الوقت قد حان.

أعلى