تعاليم الحِكمة الأبديَّة

.(Rollin Olson) مقابلة مع "بنجامين كْريم" أجراها "رولين أولسون"

"رولين أولسون": يبدو أنّ الناس تتحدّث يوميّاً عن فلتان زمام أمور الحياة، وعدم إمكانية السيطرة عليها. نذكر، على سبيل المثال: الفساد الذي يدمّر الدول، إنهيار الإقتصاد، فقدان بعض الناس وظائفها، تشرّد البعض الآخر وتفكّك الوحدة العائلية. يرى الكثير من الناس أنّ الحياة أصبحت عبثيّة، ولا هدف يرجى منها، فيما لا يزال آخرون يأملون في حصول تغيير؛ فهل ترى أيّ أملٍ في المستقبل؟

"بنجامين كْريم": بكلّ تأكيد. أعتقد أن أمام الإنسانيّة حضارة أكثر إزدهاراً من أيّ وقت مضى.

 

ر.أ: ولكن كيف؟ بالنظر إلى المشاكل التي نعاني منها اليوم.

ب.ك: أعتقد أنّ هذه المشاكل هي في الحقيقة مؤقّتة؛ لا  بل إنّها نتيجة طاقاتٍ كونيّة جديدة وهائلة، تؤثّر على عالمنا وتخلق حالة الفوضى – المؤقّتة - التي نشهدها الآن. إنّ الألوهية التي في داخلنا، والكامنة في كلّ كائنٍ بشريّ، كافية، بإعتقادي، لكي تدلّنا على كيفيّة الخروج من هذه المشاكل، وخلق الظروف التي تضمن، ليس فقط إستمرارية الإنسانية، وإنّما خلق الحضارة التي ستحقّق كلّ تطلّعاتنا.

 

ر.أ: إنك تقول "الألوهيـّة التي في داخلنا”!، مَنْ نحـن في الحقيقـة ؟

ب.ك: في الحقيقة، نحن آلهة متجسّدة. وعلينا أن نعي تركيبتنا الثلاثية (روح إلهيَّة، نفس، شخصيَّة فرديَّة). نحن شرارة من الله. كلّ الأديان تُسلِّم بمبدأ الألوهية، وقد وضَعَتهُ بمتناول الإنسانية منذ آلاف السنين، ويمكن تبيان ذلك بطريقة علميّة ودقيقة. كوني مُلِمّ "بالإيزوتريَّة" (العِلم الباطني)، أستطيع القول بأنّ الشرارة الإلهيّة –الروح- (Divine Spirit) هي  ذات ذبذبات مرهفة عالية جدّاً، لدرجة يصعب تجلّيها على المستوى المادّي؛ لذلك فهي تعكس ذاتها كنفس بشريّة فرديّة (Soul, Ame). بدورها تعكس النفس ذاتها في الشخصية الإنسانية (Personality) بأجسامها الثلاثة: المادّية والعاطفية والعقلية. من هنا، و عبر الشخصية الموجودة على المستوى المادي، تعتمد النفس عمليّة التجسّد المتكرّر إلى أن يعكس الفرد، رجلاً كان أم إمرأة، في نهاية المطاف، وبشكلٍ كاملٍ، ميزة النفس التي هي الميزة الإلهية لشرارة الله.

 

ر.أ: ما الذي يقف حائلاً دون التعبير عن الألوهية الآن ؟

ب.ك: السبب الأساسيّ هو أنه على المستوى المادّي الكثيف، هناك مقاومة وعوائق تحول دون تعبيرنا عن ألوهيتنا؛ من هنا أنانية معظم  البشر.إن  ذلك يقودناّ إلى خَلقِ أوضاعٍ - سياسية، إقتصادية وإجتماعية - تساهم إلى حدٍّ كبيرٍ في منع ألوهيتنا من التعبير عن نفسها. عندما تقطع التغيّرات التي تحصل الآن، شوطاً أكبر، وتعكس بالتالي الطبيعة الروحيّة الجوهرية للإنسانية، عندها نخلق ظروفاً سياسية، إقتصادية، دينية، إجتماعية وعلمية سوف تسمح لهذه الألوهية الكامنة في كلّ البشر من الظهور.

 

ر.أ: إذا كنّا ذات طابعٍ ألوهيٍّ بالفطرة، فما هي إذن غايتنا؟ وما هو الهدف الذي نصبو إليه كجنس بشريّ؟

ب.ك: إن غايتنا، كجنس بشريّ، هي روحنة المادّة، (أيّ جعل المادّة روحانية). فالإنسان هو روحٌ متجسّدةٌ في المادّة، إنما على مستوىً متدنٍ نسبيّاً علماً أنّه نسبةً إلى ممالك الجماد، النبات والحيوان فالمستوى هو مستوىً مرتفع.

من منظور الروح (الشرارة الإلهيّة)، فإن الإنسان، بأجسامه المادّية، العاطفية والعقلية، ليس تعبيراً واضحاً للألوهية. لذلك، فإنّ عمليّة التطوّر هي في جعل مادّة أجسامنا روحانية، وبالتالي جعل المادّة نفسها روحانية. هذا هو سبب وجودنا هنا: روحنة المادّة، وتضميخ مادّة أجسامنا المادّية، العاطفية والعقلية، بخصائص النفس الكاملة، التي هي إنعكاسٌ لشرارة الله.

 

ر.أ: يتحدّث الناس عادة عن جسمهم المادّي، عن عواطفهم وأفكارهم. لكنك تشير إلى وجود جسمٍ فعليٍّ للعواطف وآخر للعقل، بالإضافة إلى الجسم المادّي الكثيف.

ب.ك: أجل، بالتأكيد. هذه الأجسام هي آلياتٌ (Vehicles) تستخدمها الروح من خلال النفس، كي تعبّر عن ذاتها على المستوى المادّي. من خلال عمليّة التجسّد (Incarnation) والعودة إلى التجسّد (Reincarnation)، تتوَصّل النفس تدريجياً في النهاية إلى خَلق جسمٍ تستطيع الروح من خلاله التعبير عن ذاتها بكلّيتها. عندما يحصل ذلك نصبح معلِّمين كاملين.

مقدِّمة

الإيزوتريَّة

مصادر التعاليم

الله

الطاقات

الأشعّة السبع

الولادة من جديد والعودة إلى التجسّد

قانون السبب والنتيجة

مخطّط التطوّر

التطوّر والتكريس

معلِّمو الحكمة

المسيح

المسيح الدجّال

أصل الإنسان

التأمّل والخدمة

الروحانيّة

التغييرات المستقبلية

أعلى